مسيرة التعليم في مصر (2)
مسيرة التعليم في مصر (2)
عباس حلمي الأول (1848-1854م)
عباس حلمي الأول (1848-1854م)
استمرت حالة التدهور التي أصابت المدارس الحكومية خلال مرحلة حكم عباس الأول،في الوقت الذيتمكن الفرنسيسكان الكاثوليك من بناء مدرستين بالصعيد عام 1852. كما قام الفرير بتوسيع نشاطهم ففتحوا فرعين لمدرسةBon Pasteur واحدة بالقاهرة عام 1854 وأخرى ببورسعيد عام1853 وهي مدارس موجودة حتي وقتنا هذا على الرغم مما تعرضت له من تضييق وإيقاف بعض الفترات. وقام الأقباط بتأسيس مدارس خاصة بهم تتبع أسلوب التعليم الغربي، إثنين للبنات وأخرى للبنين في عام 1853.
استمرت حالة التدهور التي أصابت المدارس الحكومية خلال مرحلة حكم عباس الأول،في الوقت الذيتمكن الفرنسيسكان الكاثوليك من بناء مدرستين بالصعيد عام 1852. كما قام الفرير بتوسيع نشاطهم ففتحوا فرعين لمدرسة
Bon Pasteur
واحدة بالقاهرة عام 1854 وأخرى ببورسعيد عام1853 وهي مدارس موجودة حتي وقتنا هذا على الرغم مما تعرضت له من تضييق وإيقاف بعض الفترات. وقام الأقباط بتأسيس مدارس خاصة بهم تتبع أسلوب التعليم الغربي، إثنين للبنات وأخرى للبنين في عام 1853
.
سعيد باشا (1854-1863م)
سعيد باشا (1854-1863م)
تدهورت أوضاع المدارس الحكومية بشكل متزايد في عهد سعيد، ولكن كان عهده نقطة تحول في تاريخ المدارس الأوروبية في مصر، فخلال تسع سنوات أمضاها سعيد في حكم مصر كان هناك تقدم واضح في التعليم غير الحكومي، يمكن إيجازه فيما يلي:
تدهورت أوضاع المدارس الحكومية بشكل متزايد في عهد سعيد،
ولكن كان عهده نقطة تحول في تاريخ المدارس الأوروبية في مصر، فخلال تسع سنوات أمضاها سعيد في حكم مصر كان هناك تقدم واضح في التعليم غير الحكومي، يمكن إيجازه فيما يلي
:
- نشطت الإرساليات الإنجليزية والأمريكية والاسكوتلاندية البروتستانتية، فافتتحوا مدرسة في القاهرة عام 1855 للبنات وأخرى للبنين في عام 1856 ومدرستان إبتدائيتان للبنات في حارة السقايين عام 1856 منحهم سعيد المبنى للاستخدام كمدرسة، وأنشأوا في كل من الإسكندرية والفيوم مدرستان واحدة للبنات وأخرى للبنين.
- زادت عدد المدارس الفرنسية في مصر نتيجة لميول سعيد الفرنسية وبفضل جهود الفرنسيين لنشر ثقافتهم عبر المؤسسات الدينية التعليمية، بجانب ما قام به بعض الفرنسيون من فتح مدارس بهدف الربح.
- الدعم المبالغ فيه الذي قدمه سعيد لمدارس الفرير وهي أحدى مدارس الإرساليات الكاثوليكية التي تم افتتاحها في أخر عهد عباس ـــ كما سبق وأن أشرنا ـــــ من خلال منحها مبنى في وسط القاهرة في عام 1857 وإعانة تصل إلى 30 ألف فرنك، بجانب ما كان يدفعه لراهبات البون باستور Bon Pasteur من إعانة سنوية ليحافظوا على مستوى مدارسهم.
- تزايد أعداد اليونانيين في مصر وانتشارهم في المحافظات المختلفة وافتتحاهم مدرسة إبتدائية لهم بالمنصورة في عام 1859 وفي طنطا عام 1860، واستمرت الجالية اليونانية بالإسكندرية في النمو وأنشأت مدرسة جديدة للبنات.
- دعم سعيد للجالية الإيطالية فمنحهم قطعة أرض بالإسكندرية ومنحة تبلغ 60 ألف فرنك لينشأوا عام 1862 الكلية الإيطالية ومدرسة إيطالية بالقاهرة.
- افتتح اليهود في عام 1861 مدرسة تلمودية للبنين في القاهرة، وكان منهج الدراسة فيها يضم اللغة العبرية والفرنسية والإيطالية والجغرافيا والتاريخ والحساب ودراسة التلمود، وكان للجالية اليهودية أيضاً مدرستان بالإسكندرية إحداهما للبنات وأخرى للبنين.
- فتح الأقباط في عهد سعيد باشا الكلية البطريركية القبطية عام 1855، وسمح لأي ما كان عقيدته وعرقه أن يلتحق بالمدرسة، وكانت تدرس اللغة العربية والقبطية والإنجليزية والفرنسية والتركية والإيطالية بجانب عدد من المواد الدراسية الأخرى.
نشطت الإرساليات الإنجليزية والأمريكية والاسكوتلاندية البروتستانتية، فافتتحوا مدرسة في القاهرة عام 1855 للبنات وأخرى للبنين في عام 1856 ومدرستان إبتدائيتان للبنات في حارة السقايين عام 1856 منحهم سعيد المبنى للاستخدام كمدرسة، وأنشأوا في كل من الإسكندرية والفيوم مدرستان واحدة للبنات وأخرى للبنين
.
زادت عدد المدارس الفرنسية في مصر نتيجة لميول سعيد الفرنسية وبفضل جهود الفرنسيين لنشر ثقافتهم عبر المؤسسات الدينية التعليمية، بجانب ما قام به بعض الفرنسيون من فتح مدارس بهدف الربح
.
الدعم المبالغ فيه الذي قدمه سعيد لمدارس الفرير وهي أحدى مدارس الإرساليات الكاثوليكية التي تم افتتاحها في أخر عهد عباس ـــ كما سبق وأن أشرنا ـــــ من خلال منحها مبنى في وسط القاهرة في عام 1857 وإعانة تصل إلى 30 ألف فرنك، بجانب ما كان يدفعه لراهبات البون باستور
Bon Pasteur
من إعانة سنوية ليحافظوا على مستوى مدارسهم
.
تزايد أعداد اليونانيين في مصر وانتشارهم في المحافظات المختلفة وافتتحاهم مدرسة إبتدائية لهم بالمنصورة في عام 1859 وفي طنطا عام 1860، واستمرت الجالية اليونانية بالإسكندرية في النمو وأنشأت مدرسة جديدة للبنات
.
دعم سعيد للجالية الإيطالية فمنحهم قطعة أرض بالإسكندرية ومنحة تبلغ 60 ألف فرنك لينشأوا عام 1862 الكلية الإيطالية ومدرسة إيطالية بالقاهرة
.
افتتح اليهود في عام 1861 مدرسة تلمودية للبنين في القاهرة، وكان منهج الدراسة فيها يضم اللغة العبرية والفرنسية والإيطالية والجغرافيا والتاريخ والحساب ودراسة التلمود، وكان للجالية اليهودية أيضاً مدرستان بالإسكندرية إحداهما للبنات وأخرى للبنين
.
فتح الأقباط في عهد سعيد باشا الكلية البطريركية القبطية عام 1855، وسمح لأي ما كان عقيدته وعرقه أن يلتحق بالمدرسة، وكانت تدرس اللغة العربية والقبطية والإنجليزية والفرنسية والتركية والإيطالية بجانب عدد من المواد الدراسية الأخرى
.
إذن ففي عهد سعيد اختفت معظم المدارس الحكومية سواء الابتدائية والتجهيزية، واستمر الكتاب والأزهر في تقديم نفس أسلوب التعليم التقليدي دون أي تطوير أو دعم موازي للدعم المقدم للمدارس الأجنبية.
إذن ففي عهد سعيد اختفت معظم المدارس الحكومية سواء الابتدائية والتجهيزية، واستمر الكتاب والأزهر في تقديم نفس أسلوب التعليم التقليدي دون أي تطوير أو دعم موازي للدعم المقدم للمدارس الأجنبية
.
الخديوي إسماعيل (1863-1879م)
الخديوي إسماعيل (1863-1879م)
قام إسماعيل بإعادة فتح المدارس التي كانت قد أغلقت في عهد أسلافه، والسعي نحو النهوض بالتعليم الأساسي من كتاتيب ومدارس إبتدائي وإرسال البعثات التعليمية بأعداد كبيرة إلى أوروبا بعد طول إهمال، وأعاد تأسيس ديوان المدارس الذي أسس في عهد محمد علي وألغاه سعيد باشا في عام 1863.
قام إسماعيل بإعادة فتح المدارس التي كانت قد أغلقت في عهد أسلافه، والسعي نحو النهوض بالتعليم الأساسي من كتاتيب ومدارس إبتدائي وإرسال البعثات التعليمية بأعداد كبيرة إلى أوروبا بعد طول إهمال، وأعاد تأسيس ديوان المدارس الذي أسس في عهد محمد علي وألغاه سعيد باشا في عام 1863
for sale find out more
.
ومن أجل تطوير المدارس، عين إسماعيل علي مبارك ناظراً لديوان المدارس وشكل لجنة لتطوير التعليم، وكان الهدف من هذه اللجنة دراسة وكيفية استفادة التعليم الوطني من التطور السريع الحاصل في التعليم الأوروبي، وبذلك أصبحت المدارس الأجنبية بمثابة النموذج لنهضة المدارس الوطنية، وبموجب أعمال هذه اللجنة صدر قانون في عام 1867 نص على:
ومن أجل تطوير المدارس، عين إسماعيل علي مبارك ناظراً لديوان المدارس وشكل لجنة لتطوير التعليم، وكان الهدف من هذه اللجنة دراسة وكيفية استفادة التعليم الوطني من التطور السريع الحاصل في التعليم الأوروبي، وبذلك أصبحت المدارس الأجنبية بمثابة النموذج لنهضة المدارس الوطنية، وبموجب أعمال هذه اللجنة صدر قانون في عام 1867 نص على
:
- ضرورة إصلاح وتطوير المدارس بشكل يتناسب مع متطلبات العصر وأن تتحمل كل محافظة نفقات التطوير بمساعدة الأهالي، ومن هنا جاءت فكرة دفع مصروفات مدرسية.
- خضوع المدرسين للتفتيش والامتحانات الدورية لقياس مستواهم التعليمي والأخلاقي.
- خضوع الطلاب لامتحانات سنوية، على أن يكون هناك منهج دراسي موحد لعموم البلاد ومدرسة في كل محافظة.
ضرورة إصلاح وتطوير المدارس بشكل يتناسب مع متطلبات العصر وأن تتحمل كل محافظة نفقات التطوير بمساعدة الأهالي، ومن هنا جاءت فكرة دفع مصروفات مدرسية
.
خضوع المدرسين للتفتيش والامتحانات الدورية لقياس مستواهم التعليمي والأخلاقي
.
خضوع الطلاب لامتحانات سنوية، على أن يكون هناك منهج دراسي موحد لعموم البلاد ومدرسة في كل محافظة
.
وبناء على أعمال اللجنة تم تأسيس 33 مدرسة، وافتتاح أول مدرستين حكوميتين للبنات مدرسة السيوفية 1873 ـــــ السنية الآن ـــــ ومدرسة القرابية، وهنا ظهرت مشكلة أخرى وهي أن عملية فتح المدارس تحتاج إلى مزيد من المدرسين، حيث أن معظم المدرسين كانوا من الذين تلقوا تعليمهم في أوروبا وبعض شيوخ الأزهر، وهو ما جعل علي مبارك يقترح إنشاء كلية ـــــ دار العلوم فيما بعد ـــــ لتدريب طلبة الأزهر على تدريس المعارف العقلية (الجغرافيا والفيزياء والهندسة …) بجانب ما درسوه في الأزهر من تفسير وفقه ولغة عربية، وهو ما نتج عنه اطلاع شيوخ وطلبة الأزهر على المعارف والعلوم الأوروبية.
وبناء على أعمال اللجنة تم تأسيس 33 مدرسة، وافتتاح أول مدرستين حكوميتين للبنات مدرسة السيوفية 1873 ـــــ السنية الآن ـــــ ومدرسة القرابية، وهنا ظهرت مشكلة أخرى وهي أن عملية فتح المدارس تحتاج إلى مزيد من المدرسين، حيث أن معظم المدرسين كانوا من الذين تلقوا تعليمهم في أوروبا وبعض شيوخ الأزهر، وهو ما جعل علي مبارك يقترح إنشاء كلية ـــــ دار العلوم فيما بعد ـــــ لتدريب طلبة الأزهر على تدريس المعارف العقلية (الجغرافيا والفيزياء والهندسة …) بجانب ما درسوه في الأزهر من تفسير وفقه ولغة عربية، وهو ما نتج عنه اطلاع شيوخ وطلبة الأزهر على المعارف والعلوم الأوروبية
.
ثم وقعت مصر في أزمة الاستدانة وتعرضت للإفلاس وهو ما أثر على المدارس الوطنية حيث انخفضت ميزانية التعليم، وهو ما نتج عنه بالطبع إغلاق العديد من المدارس الابتدائية والاعدادية الحكومية لتنخفض من 1368 مدرسة إلى 663 مدرسة، وانخفاض عدد الطلاب بالمدارس الحكومية حيث عادوا ليتلقوا التعليم من المنازل والكتاتيب.
ثم وقعت مصر في أزمة الاستدانة وتعرضت للإفلاس وهو ما أثر على المدارس الوطنية حيث انخفضت ميزانية التعليم، وهو ما نتج عنه بالطبع إغلاق العديد من المدارس الابتدائية والاعدادية الحكومية لتنخفض من 1368 مدرسة إلى 663 مدرسة، وانخفاض عدد الطلاب بالمدارس الحكومية حيث عادوا ليتلقوا التعليم من المنازل والكتاتيب
.